ibrahim-rashad

ibrahim-rashad

Sunday, May 29, 2005

إنشاء التقويم الشمسى

انشاء التقويم الشمسى :
ما من شعـب من الشعـوب القـديمه غير مصــــر الفرعــونيه استعمل تقويما ليست السنة فيه مجموعة شهـور قـمــريه بل أساسها جريان الشمس و عودة الفصول فى أوقاتها وهذا التقويم الذى فرضه يوليوس قيصر على العالم الرومانى بعد تعديل طفيف وأصلحه البابا جريجوار الثالث عشر فى القرن الرابع عشر أصبح التقويم العالمى .و المطالع لبعض النصوص من الدولة القديمة يستطيع أن يميز بين تسميتين مختلفتين فهم مرة يقولون ( رأس السنة ) و أخرى يقولون ( فاتحة السنة ) و قد أدى بحث علماء اللغة المصريه إلى أن هاتين الكلمتين تؤديان معنيين مختلفين فألأولى تعبر عن السنة العادية ( المدنية ) و عدة أيامها 365 يوما و الثانيه استعملت للتعبير عن السنة الشمسيه و التى يحدد بدءها ظهور النجم ( سـوبد ) و عدة أيامها 365 يوما و ربع يوم . و قد سجل المؤرخ ( سانسريون ) عام 140 ميلاديه أن النجم سوبد قد ظهر فى موعده وهذاالتسجيل له قيمة كبرى ذلك لأنه لما كان ظهور النجم يتأخر يوما كل أربعة أعوام فإنه يعاود الظهور فى نفس الموعد بعد مرور دورة ( سوثيائية ) كاملة أى بعد 1460 سنة تماما فإذا رجعنا الى الوراء دورة واحدة فاننا نكون فى عام 1320 ق.م. وهو يتفق و عهد الاسرة الثامنة عشرة و ليس من شك أن المصريين قد عرفوا سوبد قبل ذلك التاريخ و توصلنا دورة أخرى الى العام 2780 ق.م. و هو تاريخ يتفق وأخريات عهد الدولة القديمة و لكن من الثابت أن المصريين قد عرفوا التأريخ من قبل ذلك العهد لأسباب نذكر منها :اولا : لأن نصوص الاهرام والتى كانت تعتبر عتيقة فى عهد الدولة القديمة ترجع إلى ماقبل عهد الأسرة الأولى وهى تذكر أيام النسيىء على أنها الأيام التى ولد فيها كبار الآلهه فى أسطورة أوزيريس .ثانيا : لأن ( أونى ) الذى كان يعيش حوالى هذه الفترة يذكر فى نصوص مقبرته أنه كان مكلفا برحلة لإحضار حجر المرمر إلى منف وكان ذلك فى الشهر الحادى عشر .. وكانت الارض يابسة و الترع لا ماء بها .. وهذا الوصف يدل على أن ظهور النجم لم يعد يتفق وغمر أرض (منف) بالفيضان مما يشير إلى أن إسقاط الربع يوم كان له أثر فى ارتباك التواريخ .ولكن هذا يدل أيضا على أن المصريين عرفوا الدورة الشعرية قبل ذلك فإذا عدنا الى الوراء دورة أخرى فإننا نجد أنفسنا فى العام 4240 ق.م. و فى المشاهدات الفلكية عند قدماء المصريين أن يوم أبتداء الفيضان والذى يصل فيضه فى تاريخ ثابت يصادف يوم الطلوع الشمسى لنجم الشعــرى اليمانية (أى اليوم الذى فى صباحه يطـلع هذا النجم فوق الآفق فى وقت واحـد مع الشـمـس ) وهو اليوم التاسع عشـر من شـهـر يـوليـو حسـب التقـويـم اليـولـيانـى فالسـنة عنـدهـم هى ثلاثمـائة وخمسـة و ستـون يوما وهى المدة التى تفصل ما بين شـروقين شـمسـيين لـنجم الشعـرى وقسمـوها تحكما قياسا بلاشك على حساب قمرى أقدم الى اثنى عشر شهـرا كل منها ثـلاثـون يوما وأضافوا عليها خمسة أيام تكمـيلـية هى أيام النسىء وقسـمـوا الشهـر الى ثلاث مدد كل منها عشرة أيام وجمعوا الشهور كـل أربعــة فــى وحــدة أو فـصـل : الـفـيـضـان ـ الانبـات ـ القـيـظ . ويــحــدد أى تاريخ بالمــوسـم ورقم الشـهـر فى الموسم ورقم اليوم فى الشهـر . وفى عـهــد الأسـرات التاريخية كانت تحسب السنة بسـنى حكم الملك و يظهر من بيانات حجر باليرمو أن السنة كانت تسمى بمجرد انتهائها باسم أهم حادث وقع فيها ولم يستعمل قدماء المصريين فى أى عصـر عهـدا ثابتا يؤرخــون منـه .والحق أن هذه السنة المصريه كانت أقصر من الواقع بربع يوم ففى كل أربع سنوات اذن تتأخر يوما عن السنة الطبيعية المحصورة بين مطلعين شمسيين لنجم الشعرى والتى ظن مبتكرو التقويم أنهم جعلوها قانونا . وهذا الذى لم يكن محسوسا من الناحية العملية الا قليلا فى مدى جيل برز واضحا على مر القرون ووصلت فصول التقويم الى أن أصبحت غير مطابقة للفصول الحقيقية . ولدينا شاهد على ذلك هو تمرين انشائى لأحد الكتاب محفوظ فى كراسة تلميذ من الاسرة التاسعة عشرة حيث يقول : " تعال الى يا آمون خلصنى من السنة المضطربة لم تعد الشمس تسطع وحل الشتاء محل الصيف و الشهور تسير القهقرى......"اذن لم يخف التباين بين السنتين المدنية و الحقيقية على قدماء المصريين بل كان موضع تأففهم وربما أيضا فكاهتهم أما فى الواقع فان هذا الشذوذ مهما كان مضايقا للأعياد المدنيه والدينيه لمجيئه فى الشتاء بالاعياد المقررة للصيف الا أنه لم يربك الحياة الزراعية للبلاد اذ كانت قائمة على تتابع الظواهر الطبيعية كما أن تنقل التقويم القمرى الاسلامى وهو أكثر بروزا لايضايق الفلاح المصرى فى هذه الأيام . هذا وفى نهاية ألف و أربعمائة و ستين عاما عندما يبلغ التأخير عاما كاملا تعود الأمور الى الانتظام من تلقاء نفسها و تنطبق أقسام التقويم الرسمى تماما ولمدة أربعة أعوام على ما يقابلها فى التقويم الطبيعى . والدورة اللآزمة لعودة هذا الاستقـرار تسمى الفترة الشعـرية .و من الواضح أن التقويم المصرى لم يوضع موضع التنفيذ الا فى زمن وقع فيه أول العام المدنى فى اليوم التاسع عشر من شهـر يوليو بالفعل . وهذا الاتفاق اذا صعدنا مجرى القرون يقع فى السنوات 1325 - 1322 فى أوائل الأسـرة التاسعة عشرة ثم فى 2785 -2782 أى حوالى تاريخ بناء الأهــرام الكبرى . لكن نصوص أهـرام سقارة وقد كانت تعتبر عتيقة فى عهد الدولة القديمة وترجع بعض أجزائها الى ما وراء الأسـرة الأولى تذكر أيام النسىء على أنها الأيام التى ولد فيها كبار آلهـة أسطورة أوزيريس وبهذا ترد انشاءها الى العصـور الأولى من الخـليقـة فمن الضرورى اذن أن نبحث عن ابتداء التقـويم المـدنى فيما وراء الأسرة الـرابعـة وأول مـرحلة ممكنة فى مثـل هذه الظروف وأقـربها للحـقـيقـة هى السنوات فيما بين الأعوام 4245 - 4242 قبل الميلاد أى فى قلب الحقبة الأنيولية . بيد أن التاريخ التقليدى 19 يوليو حسب التقويم اليوليانى ليس هو تاريخ الطلوع الشمسى للشعرى فى كل أرجاء مصر فان تاريخ هذا الطلوع يختلف بعدة أيام حسب اختلاف العروض فلا يقع يوم 19 يوليو الا على خط العرض 30 درجة فى نواحى" منف " و " عين شمس " . وما دامت " منف " لم تؤسس الا فى أوائل الحقبة التاريخية بينما ذكرت " عين شمس " فى أقدم النصوص كمركز دينى لعب دورا كبيرا فى الأزمنة الأسطورية فالى فلكيى هذه المدينة يمكن أن يعزى على الأرجح وضع التقويم المصرى وبهذا يكون قد ابتدأ كتقويم لمملكة الوجه البحرى منذ أواسط عهد ما قبل الأسرات .

Saturday, May 14, 2005

صــــفحات من تاريخ مصــــر

منـــف


كانت " منف " من أكبر العواصم المشهورة فى العالم القديم وهى أول عاصمة لمصر الموحدة وقد كانت أعظم مدن العالم القديم على الأقل لفترة تمتد من بدايات الأسرة الأولى وحتى نهاية الأسرة السادسة . وحتى بعد أن نحيت عن مكانتها كعاصمة للفراعنه وتلتها أولا " اثيت تاوى " وهى التى تعرف حاليا بإسم " اللشت " فى عصر الدولة الوسطى ثم " طيبه " فى عصر الدولة الحديثة فقد ظلت من أهم مدن " مصر " القديمة ومن اكثرها ازدحاما بالسكان
إضغط هنا لعرض المقال بالتفصيل
إضغط هنا للأتصال بنا